السحر والشعوذة حقيقة ام خيال احكم بنفسك من خلال هذه الكلمات

السحر والشعوذة حقيقة ام خيال احكم بنفسك من خلال هذه الكلمات
الحمد لله الكريم المنان، مبطل عمل السحرة، والمنجِّمين، والعرَّافين، والكهَّـان، أعوان الشياطين، المفسدين لعقائد الجهلة، والسذج، المخالفين لشريعة خير الأنام، محمد بن عبد الله، الذي حذر من إتيان السحرة، والكهان، وتصديق أولياء الشيطان، القائل: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
اعلم أخي الكريم أن الإيمان والسحر لا يجتمعان في قلب واحد قط، فإذا تمكن السحر من القلب خرج منه الإيمان بالكلية، وكذلك إذا باشر الإيمان سويداء القلب خرج منه السحر في الحال، كما حدث لسحرة فرعون، فقد كانوا في أول النهار من أئمة الكفر ومشايخ السحر، ولكن سرعان ما أمسوا بعد أن آمنوا برب هارون وموسى من أئمة الإيمان، وأتباع الرسل الكرام، بعد أن تبين لهم باطل ما كانوا يصنعون، وضلال ما كانوا يمارسون، وخسران ما كانوا يؤملون، وزيف ما كانوا يعتقدون: "وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى. فألقي السحرة سجداً قالوا آمنا برب هارون وموسى. قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى. قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى"، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومصداق لقول رسولنا: "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يبقى بينه وبينها إلا مقدار ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنَّة، فيدخلها" الحديث.
وبضدها تتميز الأشياء، خرج الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: "قدمتْ امرأة من أهل دومة الجندل عليّ تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته بيسير، تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر، لم تعلم به، فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إني لأرحمها من كثرة بكائها، وهي تقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت. فسألتها عن قصتها، فقالت: كان لي زوج قد غاب عني، فدخلت على عجوز، فشكوت لها حالي، فقالت: إن فعلت ما آمرك به، فإنه يأتيك بعلك! فقلت: إني أفعل. فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين، فركبتُ أحدهما وتركت الآخر، فلم يكن بأسرع حتى وقفنا ببابل، فإذا أنا رجلين معلقين بأرجلهما، فقالا: ما حاجتك؟ وما جاء بك؟ فقلت: أتعلم السحر. فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري! وارجعي. فأبيت، وقلت: لا أرجع. قالا : فاذهبي إلى التنور فبولي فيه. فذهبت إليه فاقشعر جلدي ففزعت منه، ولم أفعل فرجعت إليهما، فقالا لي: فعلتِ؟ قلتُ: نعم. قالا: هل رأيتِ شيئاً؟ قلتُ : لم أر شيئاً. فقالا: لم تفعلي، ارجعي إلى بلادك، لا تكفري. فأبيتُ، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه. فذهبتُ إليه فاقشعر جلدي وخفتُ، ثم رجعتُ إليهما، فقالا لي: ما رأيتِ؟ إلى أن قالت : فذهبت في الثالثة فبلتُ فيه، فرأيتُ فارساً مقنعاً بالحديد، خرج مني حتى ذهب في السماء، فأتيتهما فأخبرتهما، فقالا: صدقتِ، ذاك إيمانك خرج منك، اذهبي.
فقلتُ للمرأة: والله ما علمتُ شيئاً، ولا قالا لي شيئاً! فقالت لي: بلى، لن تريدي شيئاً إلا كان، خذي هذا القمح فابذريه. فأخذته فبذرته، فقلت له: اطلع. فطلع، ثم قلت: استحصد. فاستحصد، ثم قلت: انطحن. فانطحن، ثم قلت: انخبز. فانخبز، فلما رأيت أني لا أقول شيئاً إلا كان سُقط في يدي، فندمتُ، والله يا أم المؤمنين، ما فعلت قط ولا أفعله أبداً.
فسألتْ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما دروا ما يقولون لها، وكلهم هاب أن يفتيها بما لا يعلم، إلا أنهم قالوا لها: لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكانا يكفيانك".
قال بعض أهل العلم معلقاً على قصة هذه المرأة: "فقد بان بهذا أن السحر والإيمان لا يجتمعان في قلب، ولا يصير ساحراً وفي قلبه إيمان، فاعتبر بحال هذه المرأة المسكينة، كيف ألقاها الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء في ورطة هلكة لا تجبر مصيبتها، وهذا دأب المعاصي تنكس الرؤوس، وتوجب الحبوس، وتضاعف البوس".
لقد تفشت في هذه الأزمنة الأخيرة في مجتمعات المسلمين ظاهرة الاشتغال بالسحر وتعلمه، وإتيان السحرة، والكهان، وامتهان ذلك، وكثر المراجعون وتزاحم القاصدون على أبواب هؤلاء الدجالين والمشعوذين، وراج سوقهم، وعظم دخلهم، وزاد خطرهم ، وفشي أمرهم، وظهر ضررهم، حيث لم يقتصر الأمر على النساء كما كان في الماضي، بل تعداه لكل شرائح المجتمع من النساء، والرجال، والموظفين، والتجار، ولاعبي الكرة، والفنانين، ومنشدي الضوال، بل لم ينج من ذلك بعض الملوك، والوزراء، والموظفين الكبار.
ومما يؤسف له حرص هؤلاء السحرة والكهنة على استمرار ذلك العمل بعد و فاتهم، ليستمر الوزر جارياً عليهم، والإثم واصلاً لهم، ليورطوا غيرهم ويفسدوهم ، فما منهم من أحد إلا ودرب أحداً من أبنائه أوأقربائه ليحل محله بعد هلاكه، كما نصح الساحر الغشوم ذلك الملك الظلوم، كما ورد في قصة أصحاب الأخدود، فأصبحت هذه سنة يتوارثها السحرة كابراً عن كابر، ويحرص عليها الكهنة جيلاً بعد جيل، حتى تكتمل عدتهم في جهنم..
روى ابن الجوزي بسنده إلى قيس بن الحجاج قـال: (لما فُتحت مصـرُ أتى أهلها عمرَو بن العاص، حين دخل بؤونة من أشهر العجم ـ القبطية ـ فقالوا له : أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها. فقال لهم: وما ذاك؟ قالوا : إذا دخلت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها، وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل. قال لهم: إن هذا لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤونة، وأبيب، ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيـراً، حتى هموا بالجلاء عنها. فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر رضي الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر: "إنك قد أصبت، لأن الإسلام يهدم ما كان قبله"، وكتب بطاقة داخل كتابه، وكتب إلى عمرو: "إني قد بعثتُ إليك بطاقة داخل كتابي فألقها في النيل"، فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخـذ البطاقـة، فإذا فيها: "من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد، فإن كنتَ تجري من قِبَلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك"؛ فألقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج، لأنها لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب، وقد أجراه الله ستة عشر ذراعاً في ليلة واحدة ، فقطع الله تلك السُّنة السوء عن أهل مصر إلى اليوم).
أرجو أن تقارن أخي المسلم بين حالنا وحال سلفنا الصالح تجاه هذه الممارسات الشركية، لتعلم البون الشاسع والفرق الواسع بيننا وبينهم في قوة اليقين والتوكل، وفي صدق الاعتماد على الله عز وجل.
فهذا بحث عن السحر، عن تعريفه، وحقيقته، وأنواعه، وحكم تعليمه وتعلمه والاشتغال به، وعن حد الساحر، وما يتعلق بذلك، والله أسأل أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا الناصح الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين.
تعريف السحر
السحر عمل شيطاني، يتعاون فيه شياطين الجن مع إخوانهم من شياطين الإنس؛ فهو عزائم ورقى، منه ما يؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ومنه ما دون ذلك.
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: (والسحر عند علمائنا: حيل صناعية يتوصل إليها بالتعلم، والاكتساب، غير أنها لخفائها ودقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، فيندر وقوعها، وتستغرب آثارها لندورها، ومادته الوقوف على خصائص الأشياء، والعلم بوجوه تركيبها، وأزمان ذلك، وأكثره تخيلات لا حقيقة لها، وإيهامات لا ثبوت لها ، فتعظم عند من لا يعرفها، وتشتبه على من لا يقف عليها، ولذلك : "يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى"7، مع أنه كان في عين الناظر إليه عظيماً، وعن ذلك عبر الله تعالى بقوله: "وجاءوا بسحر عظيم"، لأن الحبال والعصي لم تخرج عن حقيقتها، وذلك بخلاف عصا موسى فإنها انقلبت ثعباناً مبيناً خرقاً للعادة، وإظهاراً للمعجزة
السحر له حقيقة وتأثير
السحر له تأثير وحقيقة، كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى، وكما هو مشاهد، ولهذا فقد أمرنا بالاستعاذة منه، : "ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" وقال: "ومن شر النفاثات في العقد"، ولا ينكر ذلك إلا جاهل، معاند، مكابر.
قال أبو العباس القرطبي: (ولا ينكر أن السحر له تأثير في القلوب بالحب والبغض، وبإلقاء الشرور، حتى يفرق الساحر بين المرء وزوجه، ويحول بين المرء وقلبه، وبإدخال الآلام، وعظيم الأسقام، إذ كل ذلك مدرك بالمشاهدة، وإنكاره معاندة، وعلى ما قررناه فالسحر ليس يخرق عادة، بل هو أمر عادي يتوصل إليه من يطلبه غالباً، غير أنه يقل ويندر).
حكم تعلم هذا النوع من السحر، والاشتغال به، والتصديق بذلك
من اشتغل بتعليم وتعلم هذا النوع من السحر الذي يُفَرَّق فيه بين المرء وزوجه، ويتسبب في حدوث الآلام والأسقام، في القلوب والأبدان، أو ذهب إلى هؤلاء وصدقهم فيما يقولون، واعتقد فيما يفعلون، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أي كفر بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
للعلم::: هذا الموضوع منقول للأمانة والمصدر غير معروف - وحيث أنني لا يمكن ان انسب ذلك المجهود إلى نفسي - وبما أن الموضوع فيه خير للعباد باذن الله فقد تم مشاركته مع الدعاء لصاحب الموضوع الاصلي ان يكون الاجر في ميزان حسناته لانها صدقة جارية وهذا هو خير العمل المثمر في الحياة وبعد الممات - لذلك وجب التنبيه - تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح مبسط وتحذير لسحر تحقير الانسان بين الناس عافاكم الله

رؤية الحيوانات والطير والزواحف والحشرات 3