تفسير الاحلام والرؤية حسب الحرف ميم (م) الجزء 3 الثالث

تفسير الاحلام والرؤية حسب الحرف ميم (م) الجزء 3 الثالث
(موسى)

عليه السلام من رآه في المنام فإن اللّه تعالى يهلك على يديه جباراً وينال من بعده عزاً ونصراً ويكون فيه حدة ولا يذل ولا يخذل ورؤية موسى عليه السلام تدل على قوة أصحاب الحق وقهر أصحاب الباطل وإن كان هناك ملك جبار أو رئيس زنديق أهلك اللّه وينجو من شره.

(ومن رأى) أنه تحول في صورة موسى عليه السلام أو لبس ثوباً من ثيابه فإن كان سلطاناً وله عدو ظفر بعدوه وبلغ ما أمله وإن رآه مسجوناً أو مضيقاً عليه أو من أيقن بالعطب في البحر دل على نجاته ورؤيته تدل على هلاك الجبابرة في تلك السنة ومن رآه وكان في حرب نصر.

(ومن رأى) موسى عليه السلام فإنه مغلوب على أمره مهموم من قبل قرابته ويجد النصرة والقوة علهم ويغلب عدوه ويقهر جنده وإن كان مسافراً في بحر فإنه ينجو منه ويسلم ورؤية موسى عليه السلام تدل على الابتلاء في الطفولة وفرقة الأهل والأقارب وحضانة الأجانب له ومعاشرة الملوك والجبابرة وإنجاز الوعد ومصاهرة الصالحين والإطلاع منهم على عجائب الأمور لأنه صاحب الخضر عليه السلام وشاهد منه خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار وربما تنكد من قومه أو من أحد من أهله بسبب وصية أو أمر بمعروف وبما دلت رؤيته على حسن السفارة والوساطة الحسنة وتدل رؤيته على السفر في البحر وتكون عاقبته إلى سلامة وربح وربما قيل في عرضه ما ليس فيه وربما كان في كلامه نقص أو عيب في رأسه.

(ومن رأى) موسى عليه السلام من أرباب التجريد دل ذلك على زيادة باطنه في النور والترقيات ورفع الدرجات وإن رأت المرأة موسى عليه السلام خشي على ولدها من ضياع أو محنة وتكون عاقبتها فيه إلى خير وكذلك الحكم فيمن رأى موسى عليه السلام من الصبيان.

(ومن رأى) عصا موسى عليه السلام بيده فإنه ينال منزلة عظيمة ونصرة على أعدائه وإن كان مسحوراً أو معقوداً بطل ذلك عنه وربما دل ظهور عصا موسى على نصر المؤمنين ودمار الكافرين.

(مصحف)

هو في المنام يعبر بالملك أو القاضي من قضاة المسلمين الذين يعتمد عليهم في أمور الدين فمن رأى المصحف قد عدم أو احترق أو غسل فإن ملكاً أو قاضياً يموت.

(ومن رأى) سلطاناً يكتب مصحفاً فإنه يظهر العدل وينصر الشرع وإذا رأى القاضي أنه يكتب مصحفاً فإنه يكون بخيلاً بالعلم والجاه والعالم إذا رأى أنه يكتب مصحفاً فإنه يكسب في تجارته وإذا رأى ملك أو رؤي له أن يبلع مصحفاً فإنه يموت وإذا بلع القاضي مصحفاً فإنه يقبل الرشوة وإذا رأى الملك أنه محا مصحفاً فإنه يخرج من بلده وإن محاه القاضي فإنه يموت ومن محا المصحف بلسانه فإنه يرتكب ذنباً عظيماً وإن محاه شاهد فقد رجع عن الشهادة ومن حمل مصحفاً أو اشتراه فإنه يعمل بأحكامه.

(ومن رأى) أنه يقرأ مصحفاً على النبي صلى اللّه عليه وسلم فإنه يحفظه ومن أكل أوراق المصحف فإنه يأكل الرشوة وإن أكل أوراقه أو سطوره رجل من العامة فإنه يأكل بتلاوة القرآن والمصحف حكمة ينالها الرجل.

(ومن رأى) أنه يكتب مصحفاً بيده فإنه يجمع الدين والعلم والعمل وينفع الناس.

(ومن رأى) أنه مزق مصحفاً بيده فإنه رجل جحد ما أنزل اللّه تعالى أو شيئاً منه.

(ومن رأى) أنه أحدث في المصحف شيئاً يكره مثله في اليقظة فإنه يدل على خراب دينه.

(ومن رأى) معه مصحفاً نال سلطاناً وعلماً والمصحف زوجة أو زوج أو ولد وإن كان الرائي مريضاً برئ من مرضه وربما انتصر على أعدائه وإن كان عاصياً تاب وأناب إلى اللّه تعالى وربما ورث وراثة وإن كان الرائي على بدعة وضلالة فقد أنذره اللّه تعالى بكتابه وربما دلت رؤية المصحف على الأخبار الغريبة والوقوف على عجائب الأمور وورود الأخبار السارة وطول العمر لمن تصفحه كله وربما دل المصحف على الرياض والمروج والجنان وأماكن العبادة وعلى من تلزم طاعته كالملك والوالد والأستاذ والمؤدب وعلى اليمين الصادقة البارة حلف بها أو تحلف له وتدل رؤيته على البشارة كما دلت رؤيته على الإنذار ومن كان أهلاً للولاية تولى إذا رأى معه كتاباً من كتب اللّه تعالى.

(ومن رأى) أن في يده مصحفاً أو كتاباً فلما فتحه لم يكن فيه كتابة فانه يتحلى بغير ما هو فيه وإن رأى أنه يأكل أوراق المصحف فإنه يكتب المصاحف بأجرة.

(ومن رأى) أنه يقبل المصحف فإنه لا يقوم بما معه وما وجب عليه وإن رأى أنه باع مصحفاً فإنه يجتنب الفواحش وإن نظر في المصحف ورأى سطوره معوجة فإنه لا يقوم بما معه وما وجب عليه وإن رأى أنه سرق المصحف وخبأه فإنه يسرق الصلوات.

(ومن رأى) أنه ينظر في المصحف ويكتب في الكساء فإنه يفسر القرآن برأيه.

(ومن رأى في حجره مصحفاً فجاء فرخ من الدجاج فالتقط كل الكتابة التي فيها فإنه يولد له مولد يقرأ القرآن والمصحف ميراث وأمانة ورزق حلال وقوة.

(ومن رأى) أنه اشترى مصحفاً استفاد خيراً وسعة وبان علمه في الناس وإحراق المصحف فساد الدين وإن رأى أن المصحف أخذ منه فإنه ينتزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا.

(ومن رأى) أنه ينشر أوراق المصحف فإنه يطلب الحكمة ويلتمسها أو يرث ميراثاً.

(ومن رأى) أنه يتقلد مصحفاً فإنه يلي ولاية أو يقلد أمانة أو يكون من حملة القرآن.

(ومن رأى) أنه يريد أن يأكل أوراق المصحف فإنه يكثر من تلاوة القرآن.

(ومن رأى) أنه يريد أن يأكلها ولا يقدر فإنه يعالج حفظ القرآن ولا يطيق حفظه.

(ميكائيل)

رؤيته في المنام تدل على نيل المنى في الدارين لمن كان تقياً وإن لم يكن تقياً فليحذر إن رآه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطراً عاماً ورخصت الأسعار فيها وإن كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئاً فإنه ينال نعمة وسروراً ويدخل الجنة لأنه ملك الرحمة ورؤية ميكائيل دالة على الخصب والرزق وإدرار البركات ونمو الزرع وكثرة الأمطار وربما دلت رؤياه على سماع الطيور وإشهاد البنود إذا لم تكن الرؤيا في أوان المطر وتدل رؤياه على الخازن الأمين والمتصرف في مال المصالح وربما دل على الملك المتعطف على رعيته المتحنن عليهم كالوالد المشفق وربما دلت رؤياه على الجدب وعدم الري وربما دلت رؤيته على حمل المرأة العقيم وتيسير العسير وإن رآه مسافراً في البحر خيف عليه أو البر ربما تعطل عن سفره لأنه متولي الأمطار وهي معطلة للحركات ورؤيته لمن يتضرر بالأمطار هموم وأنكاد ولأرباب الفلاحة أرزاق وأرباح ومن تحول في صورة ميكائيل نال خصباً ومالا وحسنت سيرته.

(مالك)

خازن النار من رآه في المنام فإنه يحضر بين يدي صاحب الشرطة وإن رآه مبتسماً نجا من السجن وإن رأى هذه الرؤيا مريض خشي عليه الموت وتدل رؤيته لمن انتقل في صفته أو أطعمه شيئاً حسناً على المحبة للّه ولرسوله وللمؤمنين والعز والسلطان وعلى البعد من النفاق والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والهدى بعد الضلال وعلى الغيرة في الدين فإن رآه عليه السلام مقبلاً عليه دل على سلامته وأمنه من ناره وإن رآه معرضاً عنه أو متغيراً عليه بوجهه أو هيأته دل على وقوعه فيما يوجب ناره.

(ومن رأى) مالكاً طلقاً بساماً سر من شرطي هو صاحب عذاب السلطان.

(ملك)

من الملائكة عليهم السلام من رآه في المنام يكلمه أو يعطيه شيئاً فإن ذلك شهادة يرزقها إن شاء اللّه تعالى.

(ومن رأى) الملائكة نزلوا في موضع فإن أهله إن كانوا في حرب نصروا أو إن كانوا في كرب فرج عنهم وربما دل نزولها على عسكر يبعثه السلطان إلى تلك الأرض أو على وباء أو طاعون إذا كثر طلوعها ونزولها في الدور أو على السقوف وربما دل نزول أشراف الملائكة على الأمراء أو على القواد والعمال.

(ومن رأى) أنه يطير مع الملائكة أو هو معهم في السماء فإنه ينال الشهادة ويفوز برضوان اللّه تعالى وكرامته.

(ومن رأى) الملائكة في مكان وهو يخافهم وقع هناك حرب وفتنة وخصومة وعداوة وإن رأى أن الملائكة قد هبطت من السماء إلى الأرض كان ذلك وهناً للمبطلين ونصرة للمحقين وإن رآهم قد هبطوا إلى الأرض وهم يتكلمون بكلام في الخير والبشرى نال الشهادة والسرور في الدنيا وإن رأى أنهم يسجدون له أو يركعون قضيت حوائجه ورزق الصلاح وحسن الذكر والصيت في الدنيا وإن رآهم على صورة النساء فإنه يكذب على اللّه تعالى وإن رأى ملكاً من الملائكة يقول له اقرأ كتاب اللّه فإن كان الرجل مستوراً نال مسرة وإلا خيف عليه لقوله تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً}. وإن رأى الملائكة يبشرونه بغلام يولد له ابن عالم صالح تقي يقتدي به وإن رأى نفراً من الملائكة في بلدة أو قرية فإنه يموت هناك عالم أو زاهد ويقتل رجل مظلوم.

(ومن رأى) أنه ينظر إلى الملائكة فإنه يصاب في ولده وماله.

(ومن رأى) الملائكة الروحانين فإنه ينال شرفاً وعزاً وبركة وربحاً وصيتاً بين الناس ويصير كاهناً أو عرافاً ولكنه يصيب في آخر عمره نقصاناً وشدة بسبب نمام وغماز.

(ومن رأى) أنه تحول ملكاً فإنه ينال شرفاً وعزاً.

(ومن رأى) إنه يصارع ملكاً فإنه يزول عن مكانه وعزه ومرتبته وينال هماً وغماً وإن رأى الملائكة دخلوا داره دخل عليه لص وإن رأى أن ملكاً أخذ منه سلاحه فإنه دليل على ذهاب ماله وقوته ومنفعته وربما فارق امرأته وإن رأى ملائكة معهم أطباق الفاكهة فإنه يخرج من الدنيا شهيداً وإن رآهم إنسان وهم يلعنونه فإنه رقيق في الدين والملائكة المتضادون مثل ملائكة السماء وملائكة الجحيم إذا رآهم الإنسان جميعاً دل ذلك على عداوة وتشتت وإن رأى أنه يواقع ملكاً أو يواقعه ملك فإن كان مريضاً دل على موته وإذا رأى الملك صبياً دل على زمان المستقبل وإن رآه شاباً دل على الزمان الحاضر وإن رآه شيخاً دل على الزمان الماضي.

(ومن رأى) أنه صار ملكاً فإنه يصيراً كاهناً وعرافاً أو غمازاً همازاً وإن كان مريضاً دل على موته.

(ومن رأى) أنه يجامع الملائكة فإن وجد لذة نال مالاً من أشراف الناس وإن لم يجد لذة دل على موته.

(ومن رأى) الملائكة تستغفر له صلح في دينه وحاله وكثر ماله وإذا نزلت الملائكة في المقابر يدفن هناك الصالحون وإن رأى الملائكة في السوق فهو دليل بخس الموازين.

(ومن رأى) أنه يصارع ملكاً نال هماً وذلاً بعد العز.

(ومن رأى) أنه صار في صورة ملك فإن كان في شدة نال الفرج وإن كان في رق عتق وإن كان شريفاً نال زيادة ورياسة.

(ومن رأى) الملائكة يسلمون عليه آتاه اللّه بصيرة في حياته وختم له بخير وإذا رأى الكافر أن الملائكة يصلون عليه ويستغفرون له أسلم وربما دلت رؤية الملائكة على الشهود وربما دلت رؤيتهم على الأمناء وأصحاب الشرط ورسل أولي الأمر وملائكة العذاب إذا رآهم دخلوا على الميت ولم يخف منهم دل على الأمن من حيث يخاف خصوصاً إن كان مسافراً فإنه يأمن من قطاع الطريق فإن سلموا عليه أو لقنوه حجته أو وعدوه بخير فبشارة له ببلوغ أمله وأمنه وعزه وغناه وفرحه وطيبة قلبه وإن رآهم مفزعين له غضاباً وضربوه بالمقامع أو أزعجوه ربما ارتد عن دينه أو عاد إلى معصية أو أسخط والديه أو ترك ما أوجبه اللّه عليه وتدل رؤيتهم على رسل الملك أو نائبه أو الحاكم فإن أخبر الميت أنهم لم يدخلوا عليه دل ذلك على حسن سيرته وقبول طاعته وحسن عاقبته وإن كان عليه دين برئت ذمته منه وربما دلت رؤيتهم على عافية المريض وربما دلت رؤيتهم على التراجمة العرافين بلغات الناس فإنهم يسألون كل أحد على حسبه بلغته ورومان الملك الذي يأتي الميت في قبره تدل رؤيته لمن كان فقيراً على أنه يستغني وإن كان بطالاً على أنه يخدم أو أنه يتشهد ويضيع رسم شهادته.

(مدينة من المدائن)

من رأى في المنام أنه دخل مدينة من المدائن يأمن مما يخاف وكان ابن سيرين رحمه اللّه تعالى يحب الدخول إلى المدن ولا يحب الخروج منها لقوله تعالى: {فخرج منها خائفاً يترقب}. وقيل المدينة تعبر برجل عالم لقوله صلى اللّه عليه وسلم : "أنا مدينة العلم وعلي بابها". ومن دخل مدينة فوجدها خراباً فإن العلماء قد فقدوا منها وقيل المدينة موت ملكها أو ظلمة فيها.

(ومن رأى) مدينة تعمر فإن العلماء يكثرون فيها وأبناؤهم يلزمون طريق آبائهم وأي مدينة ترى ولا سلطان فيها فإن الطعام يغلو سعره فيها والمدينة المجهولة هي الآخرة والمعروفة هي الدنيا للرائي لها أو دين أهلها فمن رأى مدينة قد انهدمت أو انهدم بعضها وهي معروفة فإن دين أهلها قد ذهب وربما تذهب دنياهم بنكبة في دينهم وأجود المدن في التعبير المدينة الكبيرة العامرة خصوصاً إذا كانت أكبر المدائن التي هو ساكن فيها ومدينة الإنسان التي ينسب إليها تعبر بأبيه فمن رأى أن مدينة خربت من الزلزال مات أبوه بالقتل.

(ومن رأى) أنه في بلاد العرب الفوقانية فإن غلته تكثر أو في بلاد العرب السفلى فإن حيلته تكثر ومكره.

(ومن رأى) أنه في بلاد الصعيد الأدنى فإن عيشه يتنكد ويشقى في زمانه أو في بلاد الصعيد الأعلى تكثر أمانته ويصدق لسانه.

(ومن رأى) أنه في بلاد النوبة رزق نعمة ضخمة.

(ومن رأى) أنه في بلاد الحبشة فإن هيبته تنقص.

(ومن رأى) أنه في بلاد مصر وعين شمس والفيوم فإن اللّه يطيب عيشه ويكون طويل العمر.

(ومن رأى) أنه في بلاد الريف فإنه يفتري على فرائض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

(ومن رأى) أنه في بلاد العريش كثر خيره ونعمته.

(ومن رأى) أنه في القسطنطينية فإنه يخسر في ماله.

(ومن رأى) أنه في بلاد القدس وجبل طور سيناء فإنها سنة مقبلة عليه وإن رأى أنه في بيت لحم والبرقاء والخولان فإن صلاته تكثر ودينه يزداد.

(ومن رأى) أنه في الجبل السفلاني فإنه يجتمع بمحبوب.

(ومن رأى) أنه في بلاد المشرق نال خيراً عظيماً.

(ومن رأى) أنه أشرف على بغداد قدم إلى حاكم لأن بغداد دار الإمام الذي كل حاكم تحت طاعته وكل بلد يكون فيه الحر والبرد الشديد فإن ذلك يكون بلاء ينزل بأهله.

(ومن رأى) أنه في جبل الخليل والأردن وبحيرة طبرية فإنه ينال سفراً أو ذلاً.

(ومن رأى) أنه بدمشق فإن اللّه تعالى يرزقه خيراً كثيراً ونعمة.

(ومن رأى) أنه في بلاد الساحل فإنه يرزق القبول من الناس.

(ومن رأى) أنه في بلاد الروم فإنه صاحب ثقة باللّه تعالى وكذلك بلاد الأرمن.

(ومن رأى) أنه في بلاد الإفرنج فإنه يعمى قلبه ويتسلى خاطره.

(ومن رأى) أنه في بلاد العجم فإنه يتعلم بالبهت والوقاحة.

(ومن رأى) أنه في بلاد السند أو الهند فإنه يقهر من عاداه ويظفر بحساده.

(ومن رأى) أنه في بلاد ديار بكر حسن حاله في دنياه.

(ومن رأى) أنه في بلاد الكرخ ضاع شيء من يده.

(ومن رأى) أنه في بر وقفر سماوي فإنه يصاب في ماله.

(ومن رأى) أنه في بلاد الخزر فإنه يمرض.

(ومن رأى) أنه في خراب لا أبيض به ولا ناس فيه فإنه يبتلى بقوم لا طاقة له بهم.

(ومن رأى) أنه بين ديورة نال رزقاً بكد.

(ومن رأى) أنه في أرض مملحة أو في أرض كبريتية فإنه يمرض.

(ومن رأى) أنه في بلاد عامرة كثيرة الناس فإنه يرزق نعمة بجودة من حيث لا يحتسب ومن دخل في المنام إلى مدينة فإنه يدل على صلح بينه وبين الناس يدعونه إلى الحق فإن دخل قصراً فيها فإنه إن كان سلطاناً فسيغلب.

(ومن رأى) أنه دخل مدينة عتيقة قد خربت قديماً وانهدمت دورها فجاء قوم فجروا أساس دورها وبنوها أحكم مما كانت قديماً فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام محدث ورعاً ونسكاً وإن رأى مدينة مخصبة حسنة الزرع فذلك حسن حال أهلها والبلد يمين لقوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد}. والبلد أمن من الخوف والمصر يدل على الأمن من الخوف والاجتماع بالأحبة ورؤية المؤمنين من أهل مصر تدل على بلوغ الأمل والبشارة وبدر تدل رؤيته على النصر على الأعداء لقوله تعالى: {ولقد نصركم اللّه ببدر وأنتم أذلة}. وحنين تدل رؤيتها على الفرج بعد الشدة والحلول بالشام بركة وخير لمن هو في شدة وربما دلت رؤيتها على الفتن وكذلك إن رأى نفسه في المشرق وإن رأى نفسه في اليمن أمن مما يخاف وازداد إيمانه وبلاد المغرب عز وعلم وعلو قدر وإرم ذات العماد ما كان من خيرها وكذلك المدن التي خسف اللّه بأهلها فيها فإنها دالة على الخوف والجزع والبخس في الكيل والميزان وربما دلت البلد في المنام على التوبة والمغفرة والإقليم في المنام عز ورفعة وغنى وربما دل الإقليم على واليه أو سلطانه أو حاكمه أو عالمه أو يجلب منه وإن ملك في المنام بلداً أو تحكم فيها نال ملكاً أو ولاية أو منصباً على قدره وما يليق به وإن كان أعزب تزوج أو سقيماً برئ من سقمه أو فاسقاً تاب أو ضالاً اهتدى وإن رؤي الميت في المنام في مدينة ربما كان في الجنة مشاركاً لأهل النعيم كما لو أنه رؤي في ضيعة دل على أنه في النار لتعب أهلها وشقائهم وعدم رفاهيتهم وغفلتهم وربما دلت المدينة على اللّهو والاهتمام بأمر الدنيا وإن كان للمدينة اسم صالح مثل صنعاء دلت على الاصطناع أو مدينة الطيب فإن ذلك يدل على الأخبار الطيبة أو ظفار من الظفر بالعدو وسر من رأى من السرور وبلاد أصبهان في المنام دالة على الشر والأنكاد من جهة اليهود وربما دلت رؤيتها على الطريقة النغمية التي هي اسم لصوت معروف عند أهله وربما دل الحجاز في المنام على الإيمان ومن خرج في المنام من باغية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه وإن كان خروجه من وسر من رأى إلى خرسان انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته وكذلك الخارج من المهدية الداخل إلى سوسة خارج من هدى وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة وأبواب المدينة المعروفة هم ولاتها وحكامها ومن يحرسها ويحفظها ودورها أهلها من الرؤساء.

(ومن رأى) أنه في مدينة مجهولة لا يعرفها فإن ذلك علامة الصالحين وربما نال ما سأله.

(ومن رأى) أنه يدخل مدينة وقد دخلها فإنه لا يموت حتى يدخلها وربما كان ذلك أمناً من خوف وربما رأى أحداً من تلك المدينة يغير عنها وعن أهلها.

(ومن رأى) سور المدينة مهدوماً مات عاملها أو عزل عن عمله.

(ومن رأى) أنه قد انثلم في سور المدينة ثلمة حتى دخل المدينة أسد أو سيل أو لص ضعف الإسلام فيها أو كسد سوق العلم.

(مجلس)

من رأى في المنام أنه له مجلس وعظ وهو يذكر الناس فيه وليس هو أهلاً لذلك فإنه في هم ومرض وهو يدعو اللّه بالفرج فإن تكلم بكلام البر والحكمة وصار صادقاً في تذكيره فإنه يأتيه بالفرج ويبرأ من مرضه ويخرج من ضيق إلى سعة أو يبرأ من دين عليه أو ينصر على ظالم والمجلس الذي يراه في مكان يرجى فيه ذكر اللّه تعالى مثل قراءة القرآن أو الدعاء أو قصيدة في زهد أو عبادة فإنه يدل على تعمير ذلك الموضع بالحكمة على قدر القراءات وصحتها فإن كان في قصيدة الزهد حن فإن ولايتهم غير كاملة وإن كانت القصيدة غزلاً فإن تلك الولاية باطلة والمجلس الذي اجتمعت فيه القراء يقرؤون في موضع تجتمع فيه أصحاب الدولة ومن يكون له اسم وصيت في حرفتهم وصناعتهم من الولاية والتجار وأصحاب العلوم فإنهم لا نظير لهم في أعمالهم وعلى قدر قراءتهم في الجودة وطيب الحنجرة وبعد أصواتهم.

(ومن رأى) مجلساً فيه جماعة من العلماء وهو جالس في صدره وكان أهلاً لذلك فهو علم له وزيادة رفعة.

(ومن رأى) مجلساً فيه جماعة مجتمعون بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على أمر مهول وعاقبته إلى خير وإن رأى مجلس وعظ وهو يعظ فيه فإن أمره ينفذ إن تم وعظه وإلا فيتعذر عليه قضاء شغله والمجلس في المنام هو المنصب الذي يجلس فيه والدابة التي يجلس عليها والمركب الذي يجلس فيه ويستتر في أخشابه والزوجة التي تنطوي عليه والولد الذي يشتمل عليه وخادمه الذي يطلع على أسراره فما حدث فيه من سعة وضيق كان ذلك منسوباً إلى ما ذكرناه.

(ومن رأى) أنه دعي إلى مجلس مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب فإنه يدعى إلى الجهاد والاستشهاد فيه.

(مقعد)

هو في المنام إذا كان في السوق رأس مال قليل أو عمل يسير أو زوجة قنوعة صالحة أو فائدة يسيرة والمقعد في الدار يدل على الفرح والسرور أو على الزوجة أو على الولد وحسن المقعد للميت دليل على أنه في الجنة والمقعد عقد يمين أو عهد وربما كان المقعد عقد شركة ويدل على الأمن من الخوف والسلامة من الشدائد لأنه يمنع من الأمطار والثلوج وغيرها.

(معهد)

من تعهد في المنام معهده الذي كان يألفه دل على الهم والنكد الذي يوجب ذكر ما سلف من اللذة أو الذلة وربما دلت رؤية المعاهد بضم الميم وربما دل ذلك على ألم عاهد كما أن لفظ المنازل ألم نازل والفقر قفر وربما دلت رؤية المعاهد في المنام على رؤيتها في اليقظة.

(مخدع)

هو في المنام يدل على الخداع منه لغيره أو يخدع بالكلام مخافة سطوته وربما دل المخدع على بطنه وما ينطوي عليه من حسن السريرة وقبحها فإن رأى في بيته مخدعاً لا يعهده تجددت له آمال ونية فيما بينه وبين اللّه تعالى فإن كان المخدع حسناً كان دليلاً على حسن سريرته وإن كان غير مناسب دل على الأماني الباطلة وسوء السريرة.

(مرحاض)

هو في المنام دال على فرج أهله وشدتهم وسعيهم وتقتيرهم وربما دل على الزوجة التي يخلو بها أو الجارية المطلعة على الأسرار والعورات أو المطر الذي يدخر فيه ماله أو خزانة سره أو حانوته الذي فيه ماله وهو بيت الراحة وبيت الفكرة والطهارة والخلاء فإن فاض في المنام دل على حمل الزوجة أو ملك الخادم وربما دل ذلك على كثرة المال أو مغرمهم لاحتياجهم إلى إزالته فإن تلوث بما فيه ولم يكن له ريح دل على ظهور الخير عليه وربما تعذر عليه مطلبه فإن أكله ربما رجع فيما وهبه أو تصدق [ص 245] به أو عاد إلى فسقه أو أكله الحرام وكان حكمه كحكم من أكل ما تقأياه قال عليه السلام : "العائد في هبته كالعائد في قيئه". والقيء مال حرام وربما دل على المرأة فإن كان واسعاً نظيفاً غير ظاهر الرائحة فإن امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن ثنائها وإن كان ضيقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه فإنها تكون ناشزة وإن كانت رائحته منتنة فإنها تكون سليطة ويشتهر بها وعمق بئرها قيامها في أمورها وإن نظر فيها فرأى فيها دماً فإنه يأتي امرأته وهي حائض وإن رأى بئرها امتلأ منه فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكثيرة مخافة التبذير فإن رأى يده في خشبة يحرك بها في البئر فإن في بيته امرأة مطلقة وإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى.

(ومن رأى) أنه جعل في مستراح فإنه يمكر به وإن أغلق عليه بابه فإنه يموت وسبق ذكر الكنيف في حرف الكاف.

نهاية الجزء ( 3 ) من تفسير الاحلام لحرف ( م )

التكملة =  صفحة1  صفحة2   صفحة3   صفحة4   صفحة5   صفحة6   صفحة7    صفحة8

العودة الى صفحة تفسير الاحلام الرئيسية واختيار حروف أخرى اضغط هنا
يرجى التنبيه بأن تلك التفاسير منقولة من كتاب تفسير ابن سيرين للاحلام - رحم الله الشيخ ابن سيرين وجزاه الله خيرا عن هذا العلم الذي ينتفع به كل مسلم. وتلك صدقة جارية وخير الأعمال تنسب لصاحبها ولله الحمد وحده.
تفسير الاحلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح مبسط وتحذير لسحر تحقير الانسان بين الناس عافاكم الله

رؤية الحيوانات والطير والزواحف والحشرات 3